القائمة
نهضة فرنسا العلمية في القرن التاسع عشر

نهضة فرنسا العلمية في القرن التاسع عشر

يُمكِن القولُ بأن القرن التاسع عشر هو قرنُ العلم الحديث؛ حيث تبلورَت
المنهجيةُ العلمية، ونَضجَت طرقُ البحث في الأكاديميات والجامعات الأوروبية،
خاصةً الفرنسية، ليصبح البحث العلمي جهدًا مُنظَّمًا غائيًّا تقوم به جماعاتٌ
مُتعاوِنة، وتخضع نتائجُه لكثيرٍ من القواعد الصارمة والدقيقة، فكانت
الاكتشافات العلمية الكبرى آنذاك نتيجةً لمشاريعَ بحثيةٍ مُتأنِّية وتجاربَ
علميةٍ واعية، وليست وليدةَ الحاجة أو المُصادَفة كما كان في السابق، وربما
يَعود الفضلُ الأكبر في هذه النهضة إلى كتابات الإنجليزيَّين «باكون»
و«نيوتن»، التي وجدَت صدًى كبيرًا في الأوساط العلمية الفرنسية. كذلك طالما
لَقيَت الجمعياتُ والمنتديات العلمية الباريسية كلَّ التشجيع والعونِ
الماديِّ من ملوك فرنسا (قبل الثورة الفرنسية)، ثم الحكومة الجمهورية
للثوَّار، وهما من العوامل الأساسية التي جعلَت من فرنسا القرنِ التاسع عشر
مَهدًا للعلوم الحديثة في أوروبا والعالم. وقد لخَّص «إسماعيل مظهر» في هذا
الكتاب مَقالاتٍ كتَبها «جون تيودور مرتز» في هذا الموضوع.



هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة
هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا
لقوانين الملكية الفكرية.

تاريخ الاصدار: 1925

الناشر: مؤسسة هنداوي

المؤلف: إسماعيل مظهر

تطبيق ألف كتاب وكتاب

حمل التطبيق الآن واستمتع بقراءة كتبك المفضلة في أي وقت وأي مكان

عن المؤلف


إسماعيل مظهر: مفكرٌ مصريٌّ ليبرالي، وواحدٌ من أعلامِ النهضةِ العِلْميةِ والثقافيةِ الحديثة، ورائدٌ من رُوَّادِ الفِكرِ والترجمة، وأحدُ الذين أوْلَوا ميدانَ الفكرِ الدينيِّ والاجتماعيِّ أهميةً كبيرةً في مشروعِهم الفكري.وُلِد إسماعيل مظهر في القاهرةِ عامَ ١٨٩١م في أسرةٍ ثَرِيةٍ ذاتِ أصولٍ تركية؛ فهو حفيدُ إسماعيل محمد باشا، وينتمي إلى أسرةٍ كَتبتْ في صفحةِ التاريخِ سطورًا مِنَ النبوغِ العِلْمي، ولا سيما في حقلِ الهندسة. الْتَحقَ إسماعيل مظهر بالمدرسةِ الناصريةِ ثم أكمَلَ دراستَهُ في المدرسةِ الخديوية، ودرَسَ علومَ الأحياء، ثم درَسَ اللغةَ والأدبَ في رحابِ الأزهرِ الشريف؛ وتُبيِّنُ تلكَ المراحلُ الدراسيةُ التي مرَّ بها توقُّفَه عند المرحلةِ الثانوية. وقد كان لخالِهِ أحمد لطفي السيد بصمةٌ كبيرةٌ في فِكْرِه الليبراليِّ الذي أَرسى دعائمَه تأثُّرُه بالثقافةِ الغربيةِ وإجادتُه لِلُّغةِ الإنجليزيةِ التي تَعلَّمَها أثناءَ سفرِهِ إلى إنجلترا.
دخلَ إسماعيل مظهر مُعترَكَ الصحافةِ صغيرًا، فأصدَرَ جريدةَ الشعبِ عامَ ١٩٠٩م، وخاضَ معركةَ النضالِ السياسيِّ معَ الزعيمِ الوطنيِّ مصطفى كامل؛ ومن ثَمَّ بدأَ اسْمُه يُذيِّلُ صفحاتِ الصحفِ الكبرى كجريدةِ اللواء. وقد تميَّزتْ كتابتُه في الصحفِ بطابعِ الحريةِ الذاتيَّة، والتجديد، وعرضِ الآراءِ عرضًا مُنزَّهًا عَنِ الأهواءِ الشخصية. كما اضطلع إسماعيل مظهر برئاسةِ تحريرِ مجلةِ المُقتطَف، فارتقى بها إلى أوْجِ سُلَّمِ المجد. وقد فتحَ آفاقَ العالَمِ العربيِّ على شُرفاتِ نظريةِ النشوءِ والارتقاءِ عندَ داروين. كما نادَى بضرورةِ الإصلاحِ الاجتماعي، ورأى أنَّ الحلَّ يَكمُنُ في تكوينِ حزبٍ جديدٍ أطلَقَ عليه اسْمَ حزبِ «الوَفْد الجديد» بقيادةِ مصطفى النحَّاس.
وقد قدَّمَ مظهر لعالَمِ الثقافةِ ذخائرَ معرفيةً تجسَّدتْ في: «وَثْبة الشرق» الذي أجلى فيه السماتِ العقليةَ للشخصيةِ التركيةِ الحديثة، و«تاريخ الفكرِ العربي»، و«مُعْضلات المدنيَّةِ الحديثة»، و«مِصْر في قيصريةِ الإسكندرِ المقدوني». وقد وافتْهُ المَنيَّةُ في الرابعِ من فبرايرَ عامَ ١٩٦٢م.