القائمة
اعترافات فتى العصر

اعترافات فتى العصر

سقطَت أوروبا مُثخَنةً بالجراح بعد الحروب النابليونية الكبرى، لا تجد فرقًا
بين مهزوم ومنتصر؛ فقد أكلَت المعارك زهرةَ شباب القارة، وتركَت البقيةَ
الأخرى بجراحٍ روحية ونفسية يَصعب أن تندمل، وكان الألم الأكبر من نصيبِ
شبابِ فرنسا الذين حلَّقت أرواحهم لذُرى ما ظنوه مجدَ الوطن، وأسكرَتهم
الانتصاراتُ المتوالية، ليستيقظوا ذاتَ صباحٍ على هزيمةٍ منكرة سقطت بهم من
علٍ، وطبعت أرواحَهم بالقلق والحيرة، وملأت أنفسَهم بالشكوك حيال الحياة
وجَدْواها، مُزعزِعةً إيمانَهم بكل شيء. وكان بطل روايتنا «أوكتاف» أحدَ
هؤلاء الشباب؛ فلم تُوفِّر له تجرِبتُه العاطفية الأولى السلوانَ عن مُصابه
في وطنه، فابتُلِي بالخيانة من حبيبته مع صديقِ طفولته العابث، ثم فرَّ يبحث
عن حبٍّ جديد وحياةٍ جديدة، لتَتكشَّف له عيوبُه التي لم يُخفِها، بل قرَّر
أن يعترف بها للقارئ مُقرًّا بهشاشته وأنانيته.



تاريخ الاصدار: 1836

الناشر: مؤسسة هنداوي

المؤلف: ألفريد دي موسيه

تطبيق ألف كتاب وكتاب

حمل التطبيق الآن واستمتع بقراءة كتبك المفضلة في أي وقت وأي مكان

عن المؤلف


ألفريد دي موسيه: واحدٌ من أهمِّ أدباءِ فرنسا الذينَ حقَّقتْ كتاباتُهم شهرةً طاغيةً في القرنِ التاسعَ عشَر، وأحدُ أهمِّ الشعراءِ الذينَ تمرَّدُوا على المذهبِ الكلاسيكيِّ في حِقْبتِه، وتبنَّوْا المذهبَ الرومانسيَّ والدعوةَ إلى الحُرية.

وُلِدَ «لوي شارل ألفريد دي موسيه-باتاي» في الحاديَ عشرَ من ديسمبرَ عامَ ١٨١٠م بباريس، عاشَ فقيرًا بالرغمِ من انتماءِ عائلتِه للطبقةِ الراقية؛ فقَدِ امتنَعَ والدُه الذي شغَلَ عدةَ مناصبَ عُليا عن إعطائِه النقود. عشقَتْ والدتُه الرسمَ وخصَّصتْ له غرفةً في منزلِها؛ ممَّا كانَ لهُ أثرٌ كبيرٌ على «ألفريد» في صِباه.

ظهرَتْ ميولُه الأدبيةُ مبكرًا؛ حيثُ كانَ في صغَرِه يَنكبُّ على قراءةِ القصصِ القصيرةِ ويعمَلُ على تَجسيدِها في مسرحياتٍ مُصغَّرة، والْتحَقَ في سنِّ التاسِعةِ بكليةِ «هنري الرابع» حيثُ تمكَّنَ في عامِ ١٨٢٧م من الفوزِ بجائزةِ المقالاتِ اللاتينيةِ وهو لا يَزالُ في السابعةَ عشرة. انتظَمَ حينَها في حضورِ الصالونِ الأدبيِّ ﻟ «شارل نودييه»، وانضمَّ برفقةِ «فيكتور هوجو» و«لامارتين» وغيرِهما إلى اﻟ Cénacle؛ وهيَ إحدى المَجموعاتِ الأدبيةِ الباريسيةِ التي عُنِيتْ بإحياءِ الأدبِ الفرنسي. وبالرغمِ من محاولاتِ «ألفريد» للدراسةِ في مجالاتٍ عدَّةٍ كالقانونِ والرسمِ والطب، فإنَّ حبَّه للكتابةِ طغى على كلِّ مُحاوَلاتِه، فاتَّجَه للأدبِ بشكلٍ كُلي.

اشتُهِرتْ قصةُ حبِّه للروائيةِ الفرنسيةِ «جورج ساند» التي هجَرتْه بعدَ سفرِهما إلى إيطاليا ١٨٣٤م؛ والتي حَكى مُعاناتَه بفَقدِها في سلسلةِ قصائدَ بعنوانِ «الأُمْسيات»، واستلهَمَ مسرحيتَه «لا تَهْزأْ بالحُب» مِنَ الخِطاباتِ المتبادَلةِ بينَهما، كما روَتْ بدَورِها قِصتَهما في كتابِها «هي وهو».

نشَرَ أولَ مجموعةٍ شعريةٍ له بعُنوانِ «قِصص من إسبانيا وإيطاليا» عامَ ١٨٢٩م، فأصبحَ بحُلولِ عامِه العشرينَ ذا شُهرةٍ أدبيةٍ واسعة. وتنوَّعتِ الأشكالُ الأدبيةُ التي قدَّمَها ما بينَ شعرٍ ومسرحٍ وقصَّة، نَذكُرُ منها قصيدتَهُ الطويلةَ «رولا»، و«بيير وكاميل»، و«اعترافات فَتى العَصر»؛ وتُمثِّلُ الأخيرةُ سيرتَه الذاتيَّة، وأكثرَ مُؤلَّفاتِهِ ذَيْعًا وأهمية.

تُوفِّيَ «ألفريد دي موسيه» عامَ ١٨٥٧م عن عمرٍ يُناهزُ السابعةَ والأربعين، وبالرغمِ من اختلافِ النُّقادِ في استِقبالِ شِعرِه ما بينَ مؤيِّدٍ ومُعارِض؛ فإنهُ لا خلافَ على ما كانَ له من أثرٍ بارزٍ في الأدبِ الفرنسي، بالرغمِ من قِصَرِ عُمرِه.