القائمة
أصل التفاوت بين الناس

أصل التفاوت بين الناس

يعدُّ هذا الكتاب من الكلاسيكيات الفلسفية والاجتماعية العالمية، وهو مَعِيْنُ فكرٍ فلسفي متجدد للمتخصصين في الفلسفة، والعلوم الإنسانية والاجتماعية؛ لما له من أهمية مفصلية في ترسيم حدود فاصلة يُبنَى عليها التفكير في نشأة التفاوت الاجتماعي والصراعات المترتبة عليه. ويهتم هذا الكتاب بإجلاء مبادئ الديمقراطية السياسية القائمة على إرساء قواعد الاشتراكية التي دعا إليها روسو. ويحمل هذا الكتاب تأملات الإنسان التي تُستلهَم من طبيعته المتجردة التي تحمل في طَوِيَّتها جوهر الأصالة في التكوين الإنساني، وذلك من خلال دراسته للإنسان، وحاجاته الحقيقية. ويشتمل الكتاب على وصف خيالي لحال الإنسان الذي تكبله الأغلال في كل مكان، كما يعلِّل الفساد القائم بين البشر بالتفاوت بين أفراد المجتمع في المعاملات. ومَنْ يقرأ هذا الكتاب يدرك أنه أمام نصٍّ فلسفيٍّ فريد استطاع أن يفرض نفسه لثلاثة قرون على الفكر البشري.



تاريخ الاصدار: 1754

الناشر: مؤسسة هنداوي

المؤلف: جان جاك روسو

تطبيق ألف كتاب وكتاب

حمل التطبيق الآن واستمتع بقراءة كتبك المفضلة في أي وقت وأي مكان

عن المؤلف


جان جاك روسو: فليسوف، وناقدٌ اجتِماعي، وكاتبٌ سياسي، وموسيقي، وزعيمُ النزعةِ الطبيعيةِ بلا مُنازِع، وواحدٌ من أبرَزِ عَمالقةِ عصرِ التنويرِ وأكثرِهم تأثيرًا حتَّى الآن؛ فبعدَ ثلاثمائةِ عامٍ على ميلادِه ما زالَ يَحظى بإعجابِ العالَم، وما زالتْ أفكارُه مَوضِعَ نِقاش؛ تلك الأفكارُ التي هزَّتْ أركانَ المجتمعِ الأوروبي، وألهمَتِ الثورةَ الفرنسيةَ فاعتنَقَتْها؛ وهو ما أكَّدَه «نابليون».
وُلِدَ «جان جاك روسو» في «جنيف» بسويسرا عامَ ١٧١٢م، لأسرةٍ فرنسيةٍ بروتستانتية، وماتَتْ أمُّه في أسبوعِ ميلادِه الأوَّل، وكانَ والِدُه «جيمس روسو» مُحبًّا للموسيقى، وغرسَ فيه حبَّ المعرفةِ والقراءة. عانى «جان جاك روسو» في حياتِه من الحاجةِ وشظَفِ العَيش؛ لذا عملَ بالعديدِ من المِهَنِ والوظائف، فعمِلَ نقَّاشًا، وموسيقيًّا، ومُعلِّمًا، وسكرتيرًا للسفيرِ الفرنسيِّ بالبُندقية. لم يتزوَّجْ رسميًّا إلا أنَّه أقامَ علاقتَين؛ الأولى معَ الثريةِ «لويز دي وارنز»، والثانيةَ معَ المرأةِ البسيطةِ «تيريز لوفاسور»، ومن المرجَّحِ أنه أنجَبَ منها خمسةَ أطفالٍ أودَعَهم الملجأَ واحدًا تلوَ الآخَر؛ لعدمِ قدرتِهِ على تحمُّلِ نفَقاتِهم.
ظلَّ «روسو» يبحثُ عن الشُّهرةِ طوالَ حياتِه؛ فألَّفَ في الموسيقى غيرَ أنه لم يُلاقِ النَّجاحَ الذي كان يَنتظِرُه. وجاءتْه الفرصةُ حينما أعدَّ بحثًا بعنوان: «بحث عِلمي في العلومِ والفنون» عامَ ١٧٥٠م-١٧٥١م، أكَّدَ فيهِ أنَّ العلومَ والفنونَ أفسدَتِ الإنسانية، وكانتْ هذهِ هيَ النُّقطةَ التي انطلَقَ منها، ومن بَعدِها أخذَ يُوجِّهُ أفكارَه ضدَّ الطبقةِ الحاكمة، وبَنى عليها فلسفتَه ونظريتَه الاجتماعية.
صاغَ العديدَ من النَّظريات، لعلَّ أشهرَها نظريةُ «العَقْد الاجتماعي»؛ والتي أكَّدَ فيها على حريةِ الشعوبِ في الاختيارِ وتقريرِ مَصيرِها، وأنَّ هناكَ عَقدًا بينَ الحاكمِ والمَحكوم. كما صاغَ نظريةً تربَويةً — في كتابِه «إميل أو التربية» — لا تزالُ متَّبَعةً حتى الآنَ في أوروبا؛ حيثُ تَعتمدُ نظريتُه على حريةِ المعرفةِ والبُعدِ عنِ التلْقين.
تُوفِّيَ «روسو» عامَ ١٧٧٨م، وانطفَأتْ شَمعةٌ من شموعِ التنوير، عاشَتْ تتعذَّبُ وتَحترِقُ لكي تُضيءَ للبشريةِ طريقَها إلى الحريةِ والمُساواةِ والسَّعادة. وفي عامِ ١٧٩٤م، قرَّرتِ الحكومةُ الفرنسيةُ نقلَ رُفاتِه في احتفالٍ كبيرٍ إلى «البانثيون»، أو «مقبرة العظماء» في «باريس».