
أسئلة اللغة والتدريس عند عبدالله أيت الأعشير
«وإذ أعلم أنني أمام الملأ من أساتيذ اللغة العربية، وأبيناء الكلام العربي الذين عجموا عود العربية الفصحى، فإنني أدرك أن قلم المفنّ من دون بيان مجرّد مغزل، لهذا أحببت في هذا المقام الاحتفالي أن أبادلكم قضب الرّيحان من الكلام المحلولى المعذوذب الذي يدخل الأذن بلا إذن، ليقيني أن الكلام معكم رائق، واللسان به ناطق، والصدر به دافق غير ضائق، لا سيما وأنا أسرح نظري في هذه القاعة الفيحاء، مبصرا أمثلة صادقة للمودّة والتقدير والاحترام الذي جمعني بأغلبيتكم طوال أعوام عديدة، ومع ذلك أؤكد أنني لا أتكلم أشرا، ولا بطرا، ولا رغبة في نجومية مفتراة، ولكن أتحدث معكم بما تجيش به النفس سهوا رهوا لمشاركتكم زائنات اللسان العربي الذي يسكن العلالي العلى، لا تصله أمواه اللغات الأخر، لأن الكمال والجمال في هذا اللسان مجلوبان بطبع وعفوية من القرآن الكريم، ومن أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن أشعار المفلقين، ومن خطب المصاقعة، ومن أدب البلغاء الذين التقى ثريا البلاغة والبيان في ما يتجالسون به في أثناء لقاءاتهم. فلنحرص إذن أن نكون مثلهم، إذا لم نكن أحسن منهم». عبدالله أيت الأعشير
تاريخ الإصدار: 2025
عدد الصفحات: 565