رحيل آريس

رواية "رحيل آريس" للكاتبة الليبية فاطمة سالم الحاجي، وهي أول رواية حرب عن الصراع الدائر في ليبيا ومن خلالها تتقصى الحاجي تداعيات ثورة 17 فبراير 2011 على البلاد وكيف غزا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ليبيا وتحول ذلك الحلم بالتغيير إلى كابوس.

تعتبر "رحيل آريس"، الرواية الثانية لفاطمة سالم الحاجي، وقد سبقتها رواية "صراخ الطابق السفلي" (صادرة سنة 2016 عن دار النهضة بلبنان).

ترسم فاطمة سالم الحاجي صورة شاملة للوضع في ليبيا من انقسام ودمار وفوضى وانهيار تم للبلاد وضياع الهوية الموحّدة وسط صخب الانقسامات وحشود الجماعات والأحزاب والإيديولوجيات التي فتحت الباب لدخول تنظيم الدولة الإسلامية. وهو المحور الأهم والثيمة الرئيسية للرواية.

من خلال تقاطعات قصص الأبطال: موسى وحور وعامر، جوانب خفية من حكم داعش في ليبيا. تنقل فاطمة سالم الحاجي بشكل روائي وقائع حية وشهادات عن فضائع هذا التنظيم وما ارتكبه بحق نساء ليبيا وأطفالها.

موسى مسؤول في النظام السابق الذي عاش فترة سقوط النظام وتقلباتها حتى انتهى به المطاف بين صفوف داعش. وفي صفوف الجماعة تعرّف على حور، سبيّة أهداها الأمير لموسى ليتمتّع بها ليلة فتطورت العلاقة بينهما.

حور، التي قدمت من بلدها الذي نكب أيضا بسيطرة تنظيم داعش، هي انعكاس لتناقضات المرحلة فهي تتاجر في أعضاء الموتى من ضحايا الحرب لتنقذ ضحايا آخرين. من رحم الحرب تبعث الحياة، هي أم ثكلى اغتصبت أمام طفلها، فقررت أن تحول ألمها إلى أمل، وأصبحت تعمل مع جماعات خيرية على تهريب الأطفال اليتامى إلى خارج البلاد لتنقذهم من مستقبل غامض قد ينتهي بهم قتلى أو غلمانا في تنظيم الدولة الإسلامية.

في صفوف هذا التنظيم التقى موسى أيضا بعامر الثائر الحالم الذي ذاق ويلات النظام السابق لكن لم يكن حاله أفضل بعد سقوطه. أمل أن تكون الثورة بداية التغيير فانتهى به المطاف، بعد السجن، في صفوف داعش، وهناك أقامت عليه الجماعة الحد وقطعت يده، فكفر بكل ذلك، بالثورة وداعش، والنظام، والتغيير، وقرر اعتناق مذهب السلام والتصالح من أجل المضي قدما وتجاوز أزمة "الربيع العربي".

تاريخ الاصدار: 2023

الناشر: دار خريّف للنشر

المؤلف: فاطمة سالم الحاجي