قراصنة ومقروصون

"كان ذلك مُسدّساً اشتريتُه سِرّاً من باريس، على طريقة تُجّار الأسلحة والمافيات، لكي نستعمله في إعدام أهالي قرية "خبيصة" على أيدي القراصنة الجُدد... ولكي لا أتعرَّض لسين وجيم بسبب حيازتي له، فإنّني أعترف ولأوّل مرّة بأنّه مُسدَّس "فَشَك فِشِنْك"، يُستعمل فقط في السّينما والمسرح وللتّهويل وليس للقتل.. ما مسموح لنا بحوزته هو أسلحة مسرحيَّة، وأما القراصنة الحقيقيّون، فَمَسْموحٌ لهم استعمال كل أنواع الأسلحة الجوّيّة والبحريّة والأرضيّة... لا بل إنّهم يستعملون غوّاصة عصريّة تَقذفُ حممها الشّرّانيّة القاتلة بلا رحمة.. لقد استطعت أنْ أُعيد الشُّهداء القتلى الموتى إلى الحياة، مستعمِلاً سحر فلسفة التَّقمُّص، وجعلتُ المقروصين يؤدّون رقصهم وهم يقضّون مضاجع القراصنة القَتَلَة والمحتلّين في كوابيسهم وفي يقظتهم.. يا لها من عمليّة فدائية مُحْكَمَة التَّخطيط، ضَمنَّا من خلالها عدم سقوط أيّ شهيد خلال معركتنا مع القراصنة المحتلّين".

تاريخ الاصدار: 2024

الناشر: فضاءات للنشر والتوزيع

المؤلف: راضي شحادة