القائمة
آدمواء

آدمواء

من الكتاب: صنع العقل الأب، على صورته، الإنسان السماويّ (آدمواء)، ووضعه في الفردوس، وكانت فيه الذكورة والأنوثة معاً. قضى (آدمواء) أيامه وحيداً في فردوسٍ شاسعٍ ينظرُ في أعماقه، بشوقٍ، إلى صورته الأنثوية. وكانت أعماقه تنظرُ، بشوقٍ، إلى صورته الذكرية، لكنهما لم يلتقيا. حين دخل (آدمواء) مدار عالم الخلقِ رأى الكواكب وسار معها، ثم رأى الطبيعة فعشقتهُ ولمح صورته في مائها وأراد أن يسكن إليها فصعدت له بمغزلها، وكانت المعابد مضيئةً في جسدها فنام فيها. شاهد (أنيما) في ضلعه فانحنى عليها، ففكت أصفاد سجونه، وعرف حرية فمه ويديه، فأطبقت هي كتاب الوجع ورحلت معه إلى آبار الزمان تاركةً خلفها قصرها المهجور، ونامت بين يديه. شاهدت (أنيموس) الذي في نخاعها، ففكت قماط سحره وسمعت صهيل حصانه، وتذوقته وتذوقها، واختلطت المذاقات عليهما، وهناك في الأغوار عزفا لحنهما الباليرو. هو جسدها وهي روحه، تخصّب (آدمواء) وجلس على زهرة التوليب ثانياً ركبتيه ومادّاً ذراعيه عليهما بأصابع رشيقةٍ مُلهمةٍ تتلامس أطرافها وتشعّ، وضع نفسه في عين لوحهِ فانكشف قلبهُ من جديد، وجرّ طريقه نحو الليل مثل سمكةٍ شاردةٍ وتبلّل بالدخان، ولم يرَ من طبول النار سوى أصابعه وأصابعها. في الإغواء الأفعواني الأخير كانت محبوبة الحمام مغمورةً في رائحتها الأبديةِ تستمعُ إلى صياح الديكةِ فيها وفيه، تسلّقا صوت الناي، وسمعت غرغرات الصبيّةِ فيها. وقبل أنْ ينعطف فيها إلى الأبد، وقفا هناك، قبل مطرها، عند النافذةِ.

تاريخ الاصدار: 2021

الناشر: فضاءات للنشر والتوزيع

المؤلف: خزعل الماجدي

تطبيق ألف كتاب وكتاب

حمل التطبيق الآن واستمتع بقراءة كتبك المفضلة في أي وقت وأي مكان

عن المؤلف

خزعل الماجدي: شاعرٌ عراقي، وكاتبٌ مسرحي، وباحثٌ في ميثولوجيا الشرق وتاريخ الأديان.

وُلد «خزعل» في كركوك عام ١٩٥١م، وأكمل دراستَه في بغداد، وحصل على درجة الدكتوراه في التاريخ القديم من معهد التاريخ العربي والتراث العلمي للدراسات العليا في بغداد عام ١٩٩٦م.

شغل الكثيرَ من الوظائف؛ حيث عمل محرِّرًا في دائرة الإذاعة والتليفزيون، والصحف العراقية، وفي عدة مجلات مثل: «الطليعة الأدبية»، و«فنون»، و«ألف باء»، و«الأديب المعاصر»، كما عمل مديرًا للقسم الثقافي بصحيفة «القاصد» العراقية، ومديرًا للبرامج الثقافية في قناة «الشرقية» الفضائية العراقية، ومحرِّرًا في القسم الثقافي لدائرة السينما والمسرح بوزارة الثقافة العراقية، ورئيسًا للمركز العراقي لحوار الحضارات والأديان ببغداد. كما عمل في التدريس الجامعي؛ حيث عمل أستاذًا جامعيًّا في جامعة درنة بليبيا، وجامعة لايدن بهولندا، وعدة جامعات عربية مفتوحة في أوروبا.

كتب «خزعل الماجدي» ١١٠ كتب في مجالات معرفية متنوعة؛ فكتب في الميثولوجيا، والأديان القديمة والحضارات، مثل: «بخور الآلهة»، و«أديان ومعتقدات ما قبل التاريخ»، و«سفر سومر»، و«إنجيل بابل»، و«المعتقَدات الكنعانية»، و«موسوعة الفلك عبر التاريخ». كما كتب في الشعر مثل: «يقظة دلمون»، و«أناشيد إسرافيل»، و«خزائيل»، و«عكازة رامبو»، و«فيزياء مضادة»، وله إسهامات واضحة في المسرح مثل: «عزلة في الكريستال»، و«حفلة الماس»، و«قمر من دم»، و«تموز في الأعالي»، و«مفتاح بغداد»، وغير ذلك من الأعمال الثَّرِية بالأفكار والإبداع الأكاديمي والأدبي.

كما أنه عضو في اتحاد الأدباء والكتَّاب في العراق، واتحاد الكتَّاب العرب، واتحاد المسرحيين العراقيين، ونقابة الصحفيين العراقيين، واتحاد المؤرِّخين العرب، وعضو الأكاديمية العالمية للشرق-غرب في رومانيا.