القائمة
غابة الحق

غابة الحق

سعى الكثير من الفلاسفة والمفكرين إلى الخروج من واقعهم المرير؛ حيث رسم كل منهم مدينة فاضلة تسود فيها بين أفراد المجتمع السعادةُ والعدل والمساواة. ومن الدعوات المبكرة لهذه المدينة كانت دعوة «أفلاطون» في كتابه «الجمهورية»، وتبعه فلاسفة آخرون كالقديس «أغسطين» في كتابه «مدينة الله»، وتوماس مور في كتابه «يوتوبيا». غير أن فرانسيس مراش يقدم لنا مدينته بشكل مختلف تمامًا عن كل الذين سبقوه، وإن استقى مبادئه من نفس المصدر؛ حيث وضعها في قالب روائي يجذب به القارئ، لا سيما وأن الكثيرين يفرُّون من قراءة الفلسفة. وقد وضع فرانسيس الأُطُرَ التي شيَّد عليها مدينته الداعية إلى السلام والعدل والمساواة الخالية من الحروب، وفي مقدمتها تهذيب السياسة والثقافة والأخلاق والمحبة، والقضاء على الشر وأعوانه والجهل والكبرياء والكذب والبخل، فليت الحكام يقرءون ليقيموا جمهورية العدل.



تاريخ الاصدار: 1865

الناشر: مؤسسة هنداوي

المؤلف: فرنسيس فتح الله مَرَّاش

تطبيق ألف كتاب وكتاب

حمل التطبيق الآن واستمتع بقراءة كتبك المفضلة في أي وقت وأي مكان

عن المؤلف


فرنسيس فتح الله مَرَّاش: أديب، وشاعر، ومُفكِّر خيالي ذو نزعاتٍ فلسفية، ورائد من رُوَّاد العصر الحديث؛ حيث يُعد من رُوَّاد الأدب الرومانسي في القرن التاسع عشر. ومن القلائل الذين نادَوا بالحُرية في زمنٍ طغى فيه التعدي والظلم والقهر وكبْت الحريات.
وُلد بحلب في عام ١٨٣٦م، وكان الأكبرَ بين إخوته. ودرس العلوم اللسانية والشِّعر والآداب واللغات في حلب، ثم ذهب مع والده إلى باريس عام ١٨٥٠م، كما درس العلوم الطبيعية، ثم درس الطبَّ على يد أحد الأطباء الإنجليز في حلب.
أما عن حياته، فهي سلسلة من الأزمات المتتالية التي ابتلاه بها القدر؛ ففي الرابعة من عمره أُصيب بالحصبة، وقد تركتْ آثارها في جسده وبَصَره؛ مما أوهن قواه. وعندما سافر إلى باريس ليدرس الطب هناك في عام ١٨٦٦م لم يستكمل دراسته؛ حيث عاد منها فاقد البصر. كما فقد الأبوين؛ فحزن حزنًا شديدًا، ورثاهما بشِعر رقيق نشره في كتابه «مشهد الأحوال».
كان «فرنسيس» ينزع إلى الحرية، ويكره كل ما هو عتيقٌ بالٍ ويتنافى مع الجديد، ويقال إنه كان أول مَن نادى في الشرق بمذهب «داروين»، كما كان ذا نزعة ديمقراطية. كتب في الكثير من علوم عصره، إلا أنه كان أمْيلَ إلى العلوم الفلسفية أكثر من العلوم الرياضية؛ لما فيها من سعة المجال لبث آرائه وأفكاره. وكان ينزع إلى التغاضي عن قيود اللغة وأغلال قوانينها وسلاسل قواعدها، حتى صار قليل الالتفات إلى تحرير أساليبه وتنقيح عباراته، وقد اعترف هو بذلك. من مؤلفاته «غابة الحق»، و«مشهد الأحوال»، و«رحلة إلى باريس»، و«شهادة الطبيعة في وجود الله والشريعة»، و«المرآة الصفية في المبادئ الطبيعية»، و«الكنوز الغنية في الرموز الميمونية»، وديوان «مرآة الحسناء»، و«تعزية المكروب وراحة المتعوب»، و«دليل الحرية الإنسانية»، و«در الصَّدَف في غرائب الصُّدَف».
تُوفِّي عام ١٨٧٣م ولم يبلغ من العمر سوى ٣٧ عامًا.