القائمة
الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان

الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان

يُجمِع المؤرِّخون على أنه ليس ثَمَّةَ جماعة بشرية قد ظهرت على الأرض في وقتٍ من الأوقات دون أن تَشغلَها القضايا الكبرى كوجود الإنسان؛ من أين أتى؟ وما مصيره بعد الموت؟ كما سعت كل جماعةٍ لتفسير ظواهر الكون المختلفة، فأخذت تُقدِّم آراءً معينةً — صحيحة أو باطلة — نسجت منها عقيدة منهجية يعتصم بها أفرادها؛ فحفظت سلام المجتمع وتوازُنه بما فرضتْه من قوانينَ وتشريعات. ولَمَّا كان الدين مكوِّنًا رئيسًا في الحضارات الإنسانية، فقد أفرد له الفلاسفة والمفكرون الدراساتِ المتخصصةَ التي تتتبَّع نشأة الأديان وعلاقتها بالثقافة والتراث البشريَّيْن ومدى تأثيرها فيهما، والكتاب الذي بين يديك هو إحدى هذه الدراسات التي قام بها المؤلف في مجال مقارنة الأديان ونشأتها؛ حيث طَرَحَ وظيفة الدين في المجتمعات، وعَرَضَ — بحياد — بعضًا من النظريات القديمة والحديثة المفسِّرة للأديان وظهورها.



تاريخ الاصدار: 1952

الناشر: مؤسسة هنداوي

المؤلف: محمد عبد الله دراز

تطبيق ألف كتاب وكتاب

حمل التطبيق الآن واستمتع بقراءة كتبك المفضلة في أي وقت وأي مكان

عن المؤلف


محمد عبد الله دراز: مفكر وباحث إسلامي مصري كبير.
وُلد الشيخ «محمد عبد الله دراز» في إحدى قرى محافظة كفر الشيخ بريف مصر في عام ١٨٩٤م، ونشأ في بيت عِلم وتقوى، حيث كان والده فقيهًا ولغويًّا شهيرًا واسع العلم، وضع شروحًا معتبرة لكتاب «الموافقات» للإمام الشاطبي، كما كان جده شيخًا أزهريًّا يؤم مجلسَه طلبةُ العلم الشرعي لينهلوا من معارفه.
تأثر الشيخ دراز بهذه البيئة العلمية وانعكس ذلك على مشواره التعليمي، حيث أتم حفظ القرآن الكريم قبل أن يتم عشر سنين ثم طلب العلم من خلال التحاقه بالمعاهد الأزهرية حتى حصل على شهادة العالمية عام ١٩١٦م، واتجه بعد ذلك لتعلم اللغة الفرنسية بالمدارس الليلية حتى أجادها وقد وظف هذه الإجادة لخدمة بلاده؛ فطاف مع زملاء النضال على السفارات الأجنبية عارضًا لجرائم الاحتلال البريطاني ومُبيِّنًا لحق الأمة المصرية في الحرية، كما رد على ما أثاره بعض المستشرقين من افتراءات على الإسلام في الصحف الفرنسية.
عمل الشيخ مدرسًا ﺑ «معهد الإسكندرية الأزهري» حتى عام ١٩٢٨م، ثم محاضرًا في الكليات الأزهرية الناشئة عام ١٩٣٠م فكان محبوبًا من تلامذته وزملائه على حدٍّ سواء لأخلاقه الكريمة وتواضعه الجم رغم علمه الغزير.
دَرَس الشيخ فلسفة الأديان بفرنسا في «جامعة السوربون» ونال منها شهادة الدكتوراه، بعد أن مكث في فرنسا اثنتي عشرة سنة يدرس ويتعلم ويطلع على الحياة الغربية، فلم يزده ذلك إلا اعتزازًا بثقافته العربية والإسلامية؛ الأمر الذي ظهر واضحًا في مؤلفات الرجل، التي وإن كانت قليلة إلا أنها كانت عظيمة الفائدة للقارئَين المتخصص والعادي على حدٍّ سواء، ونذكر من أهمها كتابه «الدين»؛ الذي يُعَد العمدة في دراسة تاريخ الأديان وفلسفتها، وقد ظهرت فيه منهجية الشيخ ودقته العلمية.
كان للشيخ العديد من الدراسات والرسائل العلمية في العلوم الدينية، بجانب محاضراته التي كان يُلقيها في قاعات الدرس والمحافل العلمية والمؤتمرات، وظل يَجود بعلمه وجهده رغم كبر سنه واعتلال صحته، وقد وافته المنية أثناء حضوره لمؤتمر الأديان الكبير في «لاهور» الباكستانية سنة ١٩٥٨م، حيث تُوفِّي خلال إحدى جلسات المؤتمر.