القائمة
الحياة الفكرية والأدبية بمصر من الفتح العربي حتى آخر الدولة الفاطمية

الحياة الفكرية والأدبية بمصر من الفتح العربي حتى آخر الدولة الفاطمية

مَا إنْ نَجحَ عمرو بن العاص في فَرضِ السِّيادَةِ الإِسْلامِيَّةِ عَلى مِصر، حتَّى بَدأَتْ تَلُوحُ في الأُفُقِ ثَقافةٌ مُغايِرةٌ (لِسانًا ودِينًا وأَدبًا) لِمَا أَلِفَه المِصْريُّون، وقَدِ انْتظَرَتِ الحَضارةُ العَرَبيَّةُ ثَلاثةَ قُرونٍ حتَّى يَتكيَّفَ المِصْريُّونَ معَ مُتَطلَّباتِ الثَّقافةِ الجَدِيدة؛ إذْ كانَ انْتِشارُ الدِّينِ الإِسْلامِيِّ يَسِيرُ بوَتِيرةٍ هادِئَة. ومعَ انْتِشارِ دِيانةِ المُنتصِرِ وثَقافَتِه بَدأَ المِصْريُّونَ يُقبِلُونَ عَلى تَعلُّمِ اللغَةِ العَربيَّةِ والدِّينِ الإسلامِي، وقَدْ ظَهرَ ذلِكَ جَلِيًّا في دِراسةِ المِصْريِّينَ للقُرآنِ الكَرِيمِ والحَدِيثِ الشَّرِيف، وكذلِكَ في رَغْبةِ المِصْريِّينَ في تَبوُّءِ المَناصِبِ القِيادِيَّةِ في ظِلِّ الدَّوْلةِ الجَدِيدة. وقَدْ قدَّمَتْ مِصْرُ عَددًا كَبِيرًا مِنَ الفُقَهاءِ ورِجالِ الدِّينِ الَّذينَ ذاعَ صِيتُهُم، بالإِضَافةِ إلَى الكُتَّابِ والشُّعراءِ الَّذينَ أثَّرُوا في الحَياةِ الأَدَبيَّةِ العَرَبيَّةِ وضَمِنُوا لمِصْرَ مَركَزًا مُتمَيِّزًا في العالَمِ الإِسْلامِي، حتَّى بَعدَما انْهارَتِ الدَّوْلةُ الفاطِمِيَّة.



تاريخ الاصدار: 1959

الناشر: مؤسسة هنداوي

المؤلف: محمد كامل حسين

تطبيق ألف كتاب وكتاب

حمل التطبيق الآن واستمتع بقراءة كتبك المفضلة في أي وقت وأي مكان

عن المؤلف



محمد كامل حسين: باحثٌ وأديبٌ مصري، اهتمَّ بالأدبِ العربيِّ وتدرَّجَ في الوظائفِ الأكاديميةِ حتَّى شغلَ منصبَ أستاذِ الأدبِ في جامعةِ فؤاد الأول (جامعة القاهِرة الآن).
كانَ لهُ اهتمامٌ خاصٌّ بتاريخِ الشيعة، ولا سيَّما طائفةُ الإسماعيلية، فنالتْ أخبارُهم وعقائدُهم قدرًا كبيرًا من اهتمامِه. وللمؤلِّفِ العديدُ مِنَ الكتُبِ بلغَتْ سبعةً وعِشرينَ كِتابًا؛ منها: «أدب مِصرَ الإسلاميَّة»، و«أدب مِصرَ الفاطميَّة»، و«طائِفة الدروز: تارِيخها وعقائِدها»، و«في الأدبِ المَسْرحي».
تُوفِّيَ محمد كامل حسين عامَ ١٩٦١م مُخلِّفًا وراءَه إرثًا ثقافيًّا أبقَى اسمَهُ حيًّا حتَّى بعدَ وفاتِه.