القائمة
صلاح الدين الأيوبي وعصره

صلاح الدين الأيوبي وعصره

كانَ «محمد فريد أبو حديد» صاحِبَ مَنهَجٍ مُختلِفٍ ومُميَّزٍ فِي دِراساتِهِ ومُؤلَّفاتِهِ فِي حَقلِ التَّارِيخ؛ حَيثُ اهْتمَّ بمُناقَشةِ الأَحْداثِ التَّارِيخِيةِ وعَرْضِها مِن خِلالِ عِدةِ وِجْهاتِ نَظرٍ دُونَ الاكْتِفاءِ بالسَّردِ والحَكْي، وقَدِ الْتَزمَ بِهَذا الأَمرِ فِي دِراستِهِ لشَخصِيةِ «صلاح الدين الأيوبي»، فأَوردَ بحِيادٍ مَا رَواهُ عَنهُ العَربُ والإِفرِنج، ولَمْ يُغرِقِ القَارئَ فِي تَفاصِيلَ تَارِيخيةٍ مُرهِقةٍ وغَيرِ مُجدِيةٍ ولا تهمُّ إلا البَاحِثَ المُتخصِّصَ. يَبدأُ الكِتابُ بسَردِ مَا كانَ مُنذُ ظُهورِ دَعوةِ الإِسلامِ وانتِشارِها وقِيامِ دَولةِ المُسلِمِين، ثُم سَردِ تاريخِ الحَملاتِ الصَّليبِيةِ الاستِعمارِيةِ المُتتالِيةِ التي استَطاعَتْ أَنْ تَجدَ لهَا مَوطئَ قَدَمٍ في بِلادِ الشَّامِ فِي غَفلةٍ مِنَ العَربِ والمُسلِمِين، ليَجيءَ القَائدُ الورِعُ المُتواضِعُ صلاح الدين فيُغيِّرَ التَّارِيخَ ويُعيدَ القُدسَ للعَربِ مِن جَدِيد.



تاريخ الاصدار: 1927

الناشر: مؤسسة هنداوي

المؤلف: محمد فريد أبو حديد

تطبيق ألف كتاب وكتاب

حمل التطبيق الآن واستمتع بقراءة كتبك المفضلة في أي وقت وأي مكان

عن المؤلف


محمد فريد أبو حديد: قاصٌّ وكاتب مصري كبير، له الكثير من المؤلَّفات التي أَثْرت المكتبة العربية، وكان أغلبها من الروايات التاريخية، وهو من رواد أدب الأطفال والشعر المرسل.
وُلد «محمد فريد أبو حديد» بمصر عام ١٨٩٣م لأبٍ مصري، وأمٍّ مصرية. كانت بداية طفولته في «دمنهور»؛ حيث انتظم في السلك التعليمي هناك إلى أن حصل على الشهادة الابتدائية، وحصل على شهادة البكالوريا عام ١٩١٠م، ثم التحق بالقسم الأدبي بمدرسة المعلمين وتخرَّج فيها عام ١٩١٤م، ثم حصل على الإجازة في الحقوق من مدرسة الحقوق المَلكية عام ١٩٢٤م.
تدرَّج فور تخرُّجه في وظائف وزارة المعارف؛ حيث عُين مدرسًا بالتعليم الحر، ثم استقال وعمل مدرسًا بالمدارس الثانوية التابعة لوزارة الأوقاف، وانتقل عام ١٩٣٠م للعمل بقسم المراقبة على الصحف بوزارة الداخلية، وأصبح بعد ذلك سكرتيرًا عامًّا لجامعة الإسكندرية عام ١٩٤٢م، وسرعان ما عاد إلى القاهرة ليشغل منصب وكيل دار الكتب المصرية، ثم عميد معهد التربية التابع لوزارة المعارف، وفي الوقت نفسه اختير عضوًا بمَجمع اللغة العربية بالقاهرة عام ١٩٤٦م، وشغل أيضًا منصب المدير العام لكلٍّ من إدارة الثقافة، والتعليم الثانوي، والجامعة الشعبية، وإدارة مكافحة الأمية (عام ١٩٥٠م)، ومعاهد المعلمين؛ ثم عُين مساعدًا لوزير المعارف، ومع بلوغه سن التقاعد قرَّرت وزارة المعارف تعيينه مستشارًا فنيًّا لها.
له مؤلَّفات عديدة تربو على الثلاثين، تميزت كتاباته الروائية منها بتناولها التاريخ، مثل: «ابنة المملوك»، و«الملك الضليل»، و«أبو الفوارس عنترة بن شداد»، و«آلام جحا». وله في فن السيرة: «سيرة السيد عمر مكرم»، و«صلاح الدين الأيوبي وعصره». وله أيضًا روايتان تناولتا الحياة المصرية المعاصرة، هما: «أنا الشعب»، و«أزهار الشوك»، ومسرحيات «عبد الشيطان»، و«خسرو وشيرين» التي صاغها في شعر مرسل و«مقتل سيدنا عثمان».
أما في مجال الترجمة فله «سهراب ورستم»، وهي مَلحمة للكاتب الإنجليزي «ماثيو أرنولد» قام بترجمتها في قالب مسرحي، و«الفتح العربي لمصر» من تأليف «ألفرد بتلر»، و«ماكبث» من تأليف «شكسبير».
حصل على العديد من الجوائز والأوسمة، منها: جائزة فؤاد الأول للآداب (عام ١٩٥٢م)، ووسام الاستحقاق من الطبقة الثانية (مرتين)، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب (عام ١٩٦٤م).
تُوفِّي «أبو حديد» في ١٨ مايو عام ١٩٦٧م، مخلِّفًا وراءه إرثًا ثقافيًّا وأدبيًّا كبيرًا؛ تتوارثه الأجيال لتفيد منه وتبني عليه.