القائمة
الندى الرطيب في الغزل والنسيب

الندى الرطيب في الغزل والنسيب

«كان من أخصِّ ما جرى على ألسنة العرب الكِرام: الشِّعر مِلح الكلام. فهاموا به هُيامَ قيسٍ بلَيْلاه، وأقبلوا عليه إقبالَ أبي نُوَاسٍ على حُميَّاه، فخاضوا عُبابَه واستخرجوا دُرر المعاني، ونَظَموا عِقدًا لجِيد الزمان، فأصبح — بعد أن أقفرَت منهم الديار، وعفَتِ الآثار، وبعد أن عبِثَت أيدٍ بكُتبهم أيامَ الأندلسِ وبغدان — خيرَ ما يُستدَل منه على ما لهم من الفضل، بل أصبح مِرآة نرى فيها تاريخهم وعوائدهم، علاوةً على أن الشِّعر من أرقِّ ما تَصبو إليه النفوس.»الشعر ديوان العرب، ومن أهم الفنون التي تميَّزَت بها الحضارة العربية، فلم تقتصر أهميتُه الأدبية والعلمية على كونه نوعًا من الفنون اللُّغوية الرائعة فحَسْب، بل هو أيضًا من أهم الأدوات التي تُستخدَم شاهدًا تاريخيًّا على مرِّ العصور العربية، فأصبح كالمِرْآة التي نستشفُّ بها صورة الماضي كأننا نراها اليومَ في عصرنا الحديث؛ فنطَّلِع على عادات العرب وحياتِهم خلال الدول والقرون المتعاقِبة. وفي هذا الكتاب، يُوضِّح المؤلِّفُ أهميةَ الشعر بالنسبة إلى العرب، مبيِّنًا أغراضَه من غزَل وعِشق وهجاء وفخر وغيرِ ذلك، ثم يُفرِد لموضوع الغزَل النصيبَ الأكبر من صفحات الكتاب، مستشهِدًا بأبياتٍ شعرية للعديد من الشعراء، وموضِّحًا أسبابَ كتابتهم لتلك القصائد ومُناسَباتها.



تاريخ الاصدار: 1886

الناشر: مؤسسة هنداوي

المؤلف: سليم سركيس

تطبيق ألف كتاب وكتاب

حمل التطبيق الآن واستمتع بقراءة كتبك المفضلة في أي وقت وأي مكان

عن المؤلف


سليم شاهين سركيس: أديب لبناني شهير، وسليل أسرة سركيس ذات الباع الطويل في خدمة الثقافة العربية بما أصدرته مطبعتها «المطبعة الأدبية» من كتب وجرائد.
وُلِدَ «سليم سركيس» في بيروت عام ١٨٦٧م، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة «عين زحلتا» ثم واصل تعليمه ﺑ «المدرسة الوطنية». وقد بدأ إنتاجه الأدبي مبكرًا وهو في سن الخامسة عشرة؛ حيث قام بنشر مقالاته في «مجلة الجنان» التي كان يرأس تحريرها «سليم بطرس البستاني»، ثم عمل محررًا لمدة ثماني سنوات في «جريدة الحال»، وكان عمه الأديب «خليل سركيس» يرأس تحريرها، ولكنه تعرَّض لعدة مشكلات بسبب الرقابة العثمانية؛ فانطلق عام ١٨٩٢م إلى باريس والتقى بالأمير «أمين مجيد أرسلان» وآخرين من حزب «تركيا الفتاة» وتعاون معهم في إصدار جريدة «كشف النقاب»، ثم انتقل إلى لندن وأنشأ جريدته «رجع الصدى» ولكنها لم تستمر طويلًا؛ فذهب إلى الإسكندرية عام ١٨٩٤م، وأصدر جريدته الأسبوعية «المشير»، وحينما غادرها للقاهرة أصدر جريدته النسائية «مرآة الحسناء» وكانت باسم «مريم مزهر».
وكما تميَّز «سليم سركيس» بكثرة جرائده ومقالاته، كانت كتبه لها نفس الحَظِّ؛ حيث له العديد من الكتب منها «الأرز» و«الندى الرطيب في الغزل والنسيب» و«مسيو ليكزك أو بوليس باريس» وأيضًا: «سر مملكة» و«رحلة السيدة نجلا صباغ الزحيلة». غير أن أكثر كتبه إثاره للجدل كان كتابه «غرائب المكتوبجي» والذي انتقد فيه وبشده سياسة المراقب العثماني على الصحف والكتب، وقد جعل إهداءه إلى السلطان عبد الحميد الثاني وبدأه بعبارة: «مولاي، يسوءني أنني من جملة رعاياك.» وقد صدر عليه حكم غيابيٌّ بالإعدام، ولكن فراره كان سبب نجاته.
وفي يناير عام ١٩٢٦م فاضت رُوحه إلى بارئها، وقد ترك من ورائه إرثًا أدبيًّا كبيرًا، ونعاه العديد من أدباء عصره ومنهم الكاتبة «مي زيادة» التي أشادت بخلقه وخفة ظله.