القائمة
جمال الدين الأفغاني: باعث نهضة الشرق  ١٨٣٨م–١٨٩٧م

جمال الدين الأفغاني: باعث نهضة الشرق ١٨٣٨م–١٨٩٧م

«أقام جمال الدين في مصر، وأخذ يبثُّ تعاليمه في نفوس تلاميذه، فظهرت على يده بيئة استضاءَت بأنوار العلم والعرفان، وارتوت من ينابيع الأدب والحكمة، وتحرَّرت عقولها من قيود الجمود والأوهام، وبفضله خطا فنُّ الكتابة والخطابة في مصر خطوات واسعة.»رأى الكثير من المؤرخين أن دعوة «جمال الدين الأفغاني» إلى وَحْدة الشرق، ومُحارَبة الاستعمار ومُقاوَمته، تجعله جديرًا بألقابٍ مثل مُنقِذ الشرق، وباعث نهضته. في هذا الكتاب، يقدِّم المؤرخُ «عبد الرحمن الرافعي» سيرةً ذاتية متميزة لهذا الفيلسوف الإسلامي المستنير، بدايةً من طفولته والعصر الذي نشأ فيه، ومراحل حياته العملية بين الهند والآستانة ومصر، ذاكرًا الأحداثَ التاريخية المُواكِبة له، والحالةَ السياسية لمصر في ذلك الوقت. ثم يتطرَّق إلى الثورة العُرابية وتأثيره فيها، وإلى جمعية «العُرْوة الوُثقى» التي أنشأها. وقد تَميَّز هذا الكتاب بذِكر صفات «الأفغاني» الشخصية، وآرائه الفلسفية والفقهية؛ ليصبح بذلك واحدًا من أشمل وأهم الكتب التي لم تَغفَل عن أي جانبٍ من جوانب حياة هذا الفيلسوف الإسلامي.



تاريخ الاصدار: 1961

الناشر: مؤسسة هنداوي

المؤلف: عبد الرحمن الرافعي

تطبيق ألف كتاب وكتاب

حمل التطبيق الآن واستمتع بقراءة كتبك المفضلة في أي وقت وأي مكان

عن المؤلف


عبد الرحمن الرافعي: مؤرخٌ ومحامٍ مِصريٌّ شهير، انصبَّ اهتمامُه على تأريخِ الحركةِ القوميةِ المصريةِ منذُ القرنِ الثامنِ وحتى منتصفِ القرنِ التاسعَ عشر.
وُلدَ «عبد الرحمن عبد اللطيف الرافعي» بالقاهرةِ عامَ ١٨٨٩م، والِدُه من شيوخِ القضاءِ الشرعيِّ منذُ عامِ ١٨٧٧م، وقد تلقَّى «عبد الرحمن» تعليمَه الابتدائيَّ والثانويَّ ﺑ «مدرسة رأس التين» بالإسكندريةِ بعد انتقالِ والدِه للعملِ بها قاضيًا.
انتقلَت أسرةُ «الرافعي» إلى القاهرةِ عامَ ١٩٠٤م والْتَحقَ «عبد الرحمن» بمدرسةِ الحقوقِ بعدَ عُدولِ والدِه عن قرارِ إدخالِه الأزهر، وكان «عبد الرحمن» قد تعرَّفَ على «مصطفى كامل» ودعوتِه الوطنيةِ من الجرائدِ أيامَ مُكوثِه في الإسكندرية، وتعرَّفَ عليه عن قُربٍ بالقاهرةِ أيامَ مدرسةِ الحقوق؛ حيث كان يَترددُ على مَقرِّ «جريدة اللواء» ليَسمعَ منه، حتى توطَّدَت علاقتُهما، ورأى فيه «مصطفى كامل» تلميذًا وطنيًّا نجيبًا، فعرضَ عليه الابتعاثَ إلى باريس لدراسةِ الصحافةِ بعد تخرُّجِه في مدرسةِ الحقوق، وانضمَّ إلى «الحزب الوطني» فورَ إنشائِه، وتخرَّجَ «الرافعي» في مدرسةِ الحقوقِ عامَ ١٩٠٨م.
عملَ فورَ تخرُّجِه بالمحاماة، إلا أنه لم يَمكُث كثيرًا فعملَ محرِّرًا ﻟ «جريدة اللواء» الناطقةِ باسمِ «الحزب الوطني» بعد دعوةِ الزعيمِ المِصريِّ «محمد فريد» له للعملِ بها، ومن هنا نَشأَت علاقةٌ وطيدةٌ بينه وبين «محمد فريد» امتدَّت لسنواتٍ طويلة.
عادَ «عبد الرحمن الرافعي» للعملِ بالمحاماةِ ثانيةً عامَ ١٩١٠م؛ حيث اشتركَ مع أحدِ أصدقائِه في مكتبٍ بمدينةِ الزقازيق، ثم انتقلا إلى مدينةِ المنصورةِ فظلَّ بها حتى عامِ ١٩٣٢م، وكانت فترةً خصبةً في حياةِ «الرافعي» الفِكرية، فألَّفَ بعضَ كتبِه وأنشأ جمعيةً لمساعدةِ الفلاحِين بقُرى محافظةِ الدقهلية.
وفي هذه الأثناءِ لم يَنقطِعِ «الرافعي» عن الكتابةِ للصحفِ والجرائدِ المصرية، مثل «جريدة العلم» و«جريدة الاعتدال»، وشغلَ منصبَ نائبِ رئيسِ تحريرِ «جريدة العلم» أثناءَ سفرِ رئيسِ تحريرِها؛ شقيقِه «أمين الرافعي»، إلى بروكسل.
وكانَ «عبد الرحمن الرافعي» يحرصُ على المشاركةِ في مؤتمراتِ «الحزبِ الوطنيِّ» السنويةِ باعتبارِه عضوًا به، وقد صحبَ «محمد فريد» أثناءَ رحلتِه إلى أوروبا لحضورِ «مؤتمرِ السلامِ» بروما، وكان لهذه الرحلةِ عظيمُ الأثرِ في نفْسِ «الرافعي» وعلاقتِه بالزعيمِ الوطنيِّ «محمد فريد».
اعتُقلَ «عبد الرحمن الرافعي» مع مجموعةٍ كبيرةٍ من قياداتِ «الحزبِ الوطنيِّ» عقِبَ أزمةِ ١٩١٥م، وإعلانِ الأحكامِ العُرفيةِ بعد اندلاعِ الحربِ العالميةِ الأولى، وأُفرجَ عنه بعد عشرةِ أشهُر.
وإبَّانَ ثورةِ ١٩١٩م، شاركَ «عبد الرحمن الرافعي» في كل مَوجاتِها وتتبَّعَ حَراكَها في القاهرةِ والأقاليم، وقبلَ ذلك تابَع وتفاعَل مع حركةِ الوفدِ المصري، وكان على رأسِ المطلوبِ إعدامُهم عقبَ المُظاهراتِ التي اندلعَت في كاملِ القُطرِ المصري.
انتُخبَ «عبد الرحمن الرافعي» نائبًا في البرلمانِ عن دائرةِ المنصورةِ عامَ ١٩٢٣م، وكان زعيمَ المعارَضةِ به مع مجموعةٍ من نُوابِ «الحزب الوطني»، ثم حُلَّ المجلسُ وأُعيدَ انتخابُه عامَ ١٩٢٥م، وعلى إثرِ تعطيلِ الحياةِ النيابيةِ انسحبَ «الرافعي» من الحياةِ النيابيةِ لمدةِ ١٤ عامًا، ثم عادَ نائبًا بمجلسِ الشيوخِ حتى عامِ ١٩٥١م، وتَولَّى عدةَ وزاراتٍ مثل وزارةِ التموينِ لمدةٍ قصيرة.
وعقبَ ثورةِ ١٩٥٢م اشتركَ في إعدادِ دستورِ ١٩٥٣م وعُينَ نقيبًا للمُحامِين عامَ ١٩٥٤م، ثم حُلَّتِ النقابةُ بعد مُطالبتِها للجيشِ بالعودةِ إلى ثُكناتِه.
ﻟ «عبد الرحمن الرافعي» العديدُ من المؤلَّفاتِ من أهمِّها: «تاريخ الحركة الوطنية وتطور نظام الحكم في مصر»، و«مصطفى كامل باعث الحركة الوطنية»، و«في أعقاب الثورة المصرية»، و«أربعة عشر عامًا في البرلمان»، و«مقدمات ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢م»، و«مصر والسودان في أوائل عهد الاحتلال».
تُوفِّي المؤرخُ المصريُّ «عبد الرحمن الرافعي» عامَ ١٩٦٦م.