القائمة
مهاتما غاندي

مهاتما غاندي

«يحمل غاندي حملةً شديدة على ثلاثِ طبقات من الناس: القُضاة والأطباء والمعلِّمين، فأمَّا هؤلاء فالسبب بَيِّن، وهو أنهم أنْسَوا الهنودَ لغتهم الخاصة وروحهم الخاص، وأنهم يحطُّون الناشئ من الوجهة القومية، وأنهم فوق ذلك لا يخاطبون إلا العقل، غافِلين عن القلب، مهمِلين الخُلق.»كان تاريخ البشرية حلقة متصلة من الصراع بين مَن يملك ومَن لا يملك، بين القوي والضعيف، بين الغاصب والمغصوب، فمنذ أن حاوَل «قابيل» انتزاعَ حق أخيه «هابيل»، لم يفتأ البشر يسيرون على نَهجه. ولكن «المهاتما غاندي» سطَّر بفِكره وأسلوب حياته طريقًا جديدًا للبشرية، مُؤثِرًا السلامَ على الحرب، والتسامحَ على العنف، والحب على الكُره. سيقف التاريخ كثيرًا أمام ذلك الرجل الذي قاتَل بسِلميَّته، وضحَّى بحياته في سبيلِ ألَّا يُراق دمُ إنسان. قُتل «غاندي»، ولكن حكمته ودروسه وفلسفته وأثَره لا يمكِن أن تُقتل؛ هكذا يبقى التاريخ وفيًّا لمَن ساهموا في استمراره بنقاء، وأضافوا إليه مساراتٍ جديدة.



تاريخ الاصدار: 1924

الناشر: مؤسسة هنداوي

المؤلف: رومان روللان

تطبيق ألف كتاب وكتاب

حمل التطبيق الآن واستمتع بقراءة كتبك المفضلة في أي وقت وأي مكان

عن المؤلف


رومان روللان: مؤرِّخ وكاتب مسرحي وروائي فرنسي، وهو واحد من أعلام الحركة الأدبية الفرنسية في القرن العشرين، نال جائزة نوبل في الآداب عام ١٩١٥م، وأُطلِق اسمُه على أحد الكُوَيكبات تكريمًا له ولإنتاجه الأدبي.
وُلد عام ١٨٦٦م في بلدة كلاسيسي في فرنسا، لأسرةٍ ريفية برجوازية عريقة. تعلَّم في السنوات الأولى من عمره في مدارس بَلدته، ثم انتقل إلى باريس عام ١٨٨٦م؛ حيث التحق هناك بمدرسة النورمال العليا، وبعد ثلاثِ سنوات نجَح في الحصول على شهادة الأجريجاسيون في التاريخ والفلسفة، وفي عام ١٨٩٥م حصل على درجة الدكتوراه في الآداب، وكان عنوان أطروحته هو «أصول المسرح الغنائي الحديث»، عُيِّن بعدها أستاذًا لتاريخ الفن بمدرسة النورمال العليا، ثم أستاذًا في جامعة السوربون، وظلَّ بها حتى عام ١٩١١م.
كتَب الكثيرَ من الأعمال الأدبية، نذكر منها: «سان لويس»، و«الذئاب»، و«انتصار العقل»، و«انتصار الحرية»؛ كما كتَب سِير العديد من الشخصيات الشهيرة التي تركَت بصمةً واضحة في التاريخ الإنساني، ومن هذه السِّير: «مهاتما غاندي»، و«حياة بيتهوفن»، و«حياة ميشيل آنج»؛ هذا فضلًا عن مقالاته الأدبية والسياسية التي دعَت إلى ضرورةِ إرساء دعائم السلام وصيانة كرامة الشعوب وحريتها. ولموقفه السياسي المُعادي للسياسة النازية الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، أُلقِي القبض عليه من قِبَل النازيين فورَ دخولهم فرنسا، وأُرسِل إلى معسكرات الاعتقال في ألمانيا، وهذا الأمر كان السببَ في تعجيل موته بعد أسابيعَ من تحرير فرنسا.
تُوفِّي «رومان روللان» عام ١٩٤٤م تاركًا إرثًا أدبيًّا كبيرًا وبصمةً واضحة في تاريخ الأدب الفرنسي.