القائمة
ثلاثة دروس في ديكارت

ثلاثة دروس في ديكارت

أَحدَثَ «ديكارت» ثورةً معرفيةً كُبرى بأفكارِه الفلسفية؛ حيثُ وضعَ أُطرَ منهجٍ معرفيٍّ سعى من خلالِه للوصولِ إلى الحقيقةِ المجرَّدةِ التي لا يَرقى إليها الشك، وقد أَحدَثَ منهجُهُ جدلًا واسعًا بين المعاصِرين، وامتدادًا لهذا الأثرِ وضَعَ «ألكسندر كواريه» كتابَه «ثلاثة دروسٍ في ديكارت»، الذي تناوَلَ فيه أهمَّ أفكارِ ديكارت. ولم يُغفِلْ كواريه مناقشةَ أحدِ أهمِّ كُتبِ ديكارت «مَقال في المنهج»؛ فعمَدَ إلى دراسةِ الأوضاعِ الثقافيةِ والفكريةِ السائدةِ في عصرِه، التي جعلتْ ديكارت يتبنَّى مذهبَ الشك، ثم عرَضَ أهمَّ أسُسِ هذا المنهج. كما تناوَلَ الكتابُ الميتافيزيقا عند ديكارت، التي أكَّدَ فيها أن البدايةَ تَكونُ مِنَ المنطقِ ثُم العلمِ الطبيعيِّ الذي يؤدِّي بدورِه إلى الميتافيزيقا. ولم يقفْ كواريه عند شرحِ أفكارِ ديكارت، بل قامَ بنقْدِها وتحليلِها، لا سيما ما يتعلَّقُ بالميتافيزيقا.



تاريخ الاصدار: 1937

الناشر: مؤسسة هنداوي

المؤلف: ألكسندر كواريه

تطبيق ألف كتاب وكتاب

حمل التطبيق الآن واستمتع بقراءة كتبك المفضلة في أي وقت وأي مكان

عن المؤلف



ألكسندر كواريه: مفكِّرٌ وفيلسوفٌ فرنسيٌّ من أصلٍ روسي، يُعَدُّ واحدًا من أهمِّ مَن كتبوا في تاريخِ وفلسفةِ العلومِ في النصفِ الأولِ من القرنِ العشرين، واشتهرَ بمُعارضتِه لمنهجِ «جاليليو جاليلي»؛ حيث اعتبرَه محضَ تجرِبةٍ فكريةٍ غيرِ صالحةٍ للتطبيق.
وُلِدَ «ألكسندر فلاديميروفيش كويرانسكي»، الشهيرُ ﺑ «ألكسندر كواريه»، في روسيا عامَ ١٨٩٢م لأسرةٍ يهودية، قضى المرحلةَ الأولى من تعليمِه متنقِّلًا بين ثلاثِ مدنٍ روسيةٍ بخلافِ مسقطِ رأسِه، قبلَ أن يتَّجهَ إلى استكمالِ دراستِه بالخارج. تتلمذَ في ألمانيا بين عامَيْ ١٩٠٨ و١٩١١م على يدِ الفيلسوفَينِ الألمانيَّينِ «ديفيد هلبيرت» و«إدموند هوسرل»، لكنَّ رفْضَ الأخيرِ إجازتَه دفَعَ كواريه للمغادرةِ إلى باريس، وهناك أخذَ العلمَ عن عددٍ من الفلاسفة، من بينهم: «هنري لويس برجسون»، و«أندريه لالاند»، و«هوسرل» الذي حضرَ له سلسلةَ محاضراتٍ بعنوان «تأمُّلات ديكارتية» كان يُلقِيها في باريس آنَذاك.
عقِبَ انتهاءِ الحربِ العالميةِ الأولى التي شاركَ فيها مجنَّدًا في الجيشَينِ الفرنسي ثُم الروسي، اتَّجهَ كواريه إلى التدريس، فحاضَرَ بدْءًا من ١٩٢٢م في «المدرسةِ التطبيقيةِ للدراساتِ العليا»، التي أَفردتْ له عامَ ١٩٣٢م كرسيًّا يدرِّسُ من خلالِه «تاريخَ المعتقداتِ الدينيةِ في أوروبا الحديثة»، ظلَّ يَشْغلُه حتى وفاتِه. وقد قامَ بعدَّةِ زياراتٍ إلى مصر، حيثُ ألقى عددًا من المحاضراتِ في الفلسفةِ الحديثةِ بجامعةِ الملكِ فؤاد (جامعة القاهرة حاليًّا)، وكانَ من أبرزِ تلامذتِه الفيلسوفُ المصريُّ عبد الرحمن بدوي.
وخلالَ الحربِ العالميةِ الثانية، أقامَ في نيويورك، ودرَّسَ في «المدرسةِ الجديدةِ للبحوثِ الاجتماعيةِ» في الفترةِ بين ١٩٥٥ و١٩٦٢م، كما حاضَرَ بصفته بروفيسورًا زائرًا في عدةِ جامعاتٍ أمريكية، من بينها «هارفرد» و«ييل» و«جامعة شيكاجو». وتُعَدُّ محاضرتُه في جامعةِ «جونز هوبكنز» النواةَ الرئيسيةَ لواحدٍ من أهمِّ مؤلَّفاتِه، نشَرَه عامَ ١٩٥٧م تحتَ عنوان: «مِن العالمِ المغلقِ إلى الكونِ اللانهائي»، وله إصداراتٌ عديدةٌ منها: «ثلاثةُ دروسٍ في ديكارت»، و«مدخلٌ لقراءةِ أفلاطون».
تقلَّدَ عددًا مِنَ المناصبِ الأكاديميةِ الرفيعة؛ فكانَ نائبَ رئيسِ المعهدِ العالميِّ للفلسفة، وعضوَ الأكاديميةِ الأمريكيةِ للآدابِ والعلوم، ونالَ جائزتَينِ في البحثِ العلميِّ وتاريخِ العلوم. وتُوفِّيَ في باريس عامَ ١٩٦٤م.