القائمة
المأساة الكبرى: رواية تشخيصية في الحرب الحاضرة

المأساة الكبرى: رواية تشخيصية في الحرب الحاضرة

المأساةُ الكُبرى في الحروبِ هي أنَّ القادةَ هم الذين يُسعِّرونَ نارَهَا، بينما يَدفعُ الشَّبابُ الثمنَ من دمِهم في ساحاتِ القِتال. هكذا كانت الحربُ العالميةُ الأولى؛ حيثُ اندفعَ العالَمُ إلى أَتونِ الصراعِ العَبثيِّ بسببِ الطُّموحاتِ التوسُّعيةِ المجنونةِ لقَيصرِ ألمانيا «غيليوم الثاني»، الذي طالما ردَّدتْ جَوْقَتُه على آذانِ الشَّعبِ الدَّعاوَى العُنصريةَ البغيضة، ومَلأتْ رأسَ الأغلبيةِ بأساطيرِ تَفوُّقِ العِرقِ الألماني، ووُجوبِ سيادتِه على سائرِ الأُممِ من خلالِ القَهرِ المُقدَّسِ المُسمَّى بالحرب. وما إن وقعَتْ حادثةُ مَقتلِ وليِّ عهدِ النمسا الحليفةِ حتى استَغلهَا «غيليوم» ليُعلنَ الحربَ الكُبرى التي ستَنتهي، كما تنبَّأ المؤلِّفُ في هذه المسرحيةِ التي كَتبَها قبل أن تضعَ هذه الحربُ أوزارَها، بهزيمةِ ألمانيا واستسلامِ قَيصرِهَا بعد أن أهلكَتْ حماقتُهُ ملايينَ البشر.



تاريخ الاصدار: 1915

الناشر: مؤسسة هنداوي

المؤلف: شبلي شميل

تطبيق ألف كتاب وكتاب

حمل التطبيق الآن واستمتع بقراءة كتبك المفضلة في أي وقت وأي مكان

عن المؤلف


شبلي شميل: طبيب ومُفكر لبناني، يُعد من أوائل مَن تبنَّوا نظرية النشوء والارتقاء في المشرق العربي، وسخَّر قلمه في المنافحة عنها، وربطها بالقضايا الحياتية والاجتماعية.
وُلد «شبلي بن إبراهيم شميل» عام ١٨٥٠م، في كفر شيما جنوب بيروت، ونشأ نشأة دينية في بيت علم وأدب، لكنه تمرَّد على الكنيسة وتعاليم رجالها لاحقًا بزعم تعارُضها مع صريح العقول والأفهام الحرة. تلقَّى علومه الأولية بمدرسة المُرسَلين الأمريكيين ببيروت، وتعمَّق في دراسة الآداب العربية والثقافة الإسلامية والفلسفة، حتى لقَّبه زملاؤه ﺑ «الأستاذ الفيلسوف». وفي عام ١٨٦٦م التحق بالكلية السورية الإنجيلية في بيروت (الجامعة الأمريكية حاليًّا) لدراسة الطب، وتخرَّج فيها عام ١٨٧١م بعد أن قدَّم رسالة بعنوان: «اختلاف الحيوان والإنسان بالنظر إلى الإقليم والغذاء والتربية»، جاء فيها بكثير مما وجده يؤيد مذهب «داروين».
وفي عام ١٨٧٥م، اتجه إلى باريس وبقي فيها عامًا كاملًا تعمَّق أثناءه في العلوم الطبية، وتعرَّف على مدارس فلسفية عديدة، ورأى أنه وقف على أدلةِ نظرية التطور واطمأنَّ عقله وضميره لصحتها، وتأثَّر بآراء «بخنر» الفيلسوف الألماني المؤيِّد للاشتراكية والداروينية، كما انتمى فكريًّا إلى حركةٍ نشطت في أواخر القرن التاسع عشر، ترى أن العلوم الطبيعية وحدها هي مفتاح فهم أسرار الكون.
انتقل «شميل» من فرنسا إلى مصر، واشتغل بالطب، وعُدَّ من مشاهير الأطباء العرب، وقد رأى أن التطبيب يجب أن يكون مجانيًّا خالصًا لخدمة الناس وتخفيف آلامهم، وأصدر في عام ١٨٨٦م مجلة طبية شهرية سمَّاها «الشفاء»، أسهَم في تحريرها كبارُ الأطباء في مصر. لكن معركته الأساسية كانت فكرية من الدرجة الأولى؛ حيث وضع على عاتقه الدفاع عن آرائه، صادحًا بما يراه الحقيقة المجردة، وقُوبِل تأييدُه لمذهب «داروين» في النشوء والارتقاء بهجوم حاد.
أُصِيب «شبلي شميل» بالربو في سنواته الأخيرة، فاعتلَّت صحته، ووافته المَنِية في القاهرة عام ١٩١٧م إثرَ نوبةِ ربوٍ شديدة. ترك مجلدَين كبيرَين ضمَّا مجموعة من أهم كُتبه، وهي: «شرح بخنر على مذهب داروين»، و«الحقيقة»، و«مباحث علمية واجتماعية»، و«آراء الدكتور شبلي شميل».