القائمة
في الميزان الجديد

في الميزان الجديد

عندما عادَ المؤلِّفُ من بَعثتِه الدراسيةِ بفرنسا (التي أوصى عميدُ الأدبِ العربيِّ «طه حسين» بإيفادِه إليها) كانَ رأسُه يَحملُ العديدَ مِنَ الأفكارِ الجديدةِ والثوريةِ لدراسةِ أدبِنا العربيِّ وقراءتِه، ولْنَقُل: إنه كان ميَّالًا للمدرسةِ الفرنسيةِ في النقد، التي تَستخدمُ «المنهجَ التطبيقيَّ» في دراسةِ الأدب؛ حيث تَقرأُ النصوصَ وتُفسِّرُها بعيدًا عن تحكُّمِ النظرياتِ العلمية، وتَستقي من خلالها النظرياتِ والمبادئَ النقديةَ بمساعَدةِ علومِ اللُّغة. كذلك كان يُريدُ أدبًا جديدًا يَخرجُ منَ الأعماقِ ويُخاطبُ العقلَ ويَلمسُ الوجدان، يَخلو من رطانةِ الخطابةِ وحذلقةِ الصَّنْعة، فيَصوغُه الأديبُ منَ الحياةِ كأنه قطعةٌ منها. أورَدَ «مندور» هذهِ الآراءَ وما نتَجَ عنها من معاركَ أدبيةٍ ساخنةٍ في مجموعةٍ من المقالاتِ الرصينةِ نشرتْها كُبرياتُ المجلاتِ الأدبية، وجمَعَها بعدَ تنقيحٍ في هذا الكتابِ الذي بين يَديك.



تاريخ الاصدار: 1944

الناشر: مؤسسة هنداوي

المؤلف: محمد مندور

تطبيق ألف كتاب وكتاب

حمل التطبيق الآن واستمتع بقراءة كتبك المفضلة في أي وقت وأي مكان

عن المؤلف



محمد مندور: أديبٌ وصحفيٌّ مِصْري، وواحدٌ من أهمِّ النقَّادِ المُجدِّدينَ للأدبِ العربيِّ الحديث.
وُلِد محمد مندور عامَ ١٩٠٧م بقرية «كفر مندور» التي تقعُ بالقربِ من «منيا القمح» بمحافظةِ «الشرقية». حصلَ على ليسانس الآدابِ عامَ ١٩٢٩م، ثم حصلَ على ليسانس الحقوقِ عامَ ١٩٣٠م، وبعدَها اختارَ أن يسافرَ في بعثةٍ دراسيةٍ إلى فرنسا عِوَضًا عن أنْ يَتمَّ تعيينُه وكيلَ نيابة، بناءً على نصيحةٍ من «طه حسين» الذي كانَ يراهُ أكثرَ قدرةً على الإبداعِ في مجالِ الأدب. وفي باريس التحَقَ بمعهدِ الأصواتِ وتخصَّصَ في دراسةِ أصواتِ اللغة، وقدَّمَ بحثًا موضوعُه موسيقى الشعرِ العربيِّ وأوزانُه.
بعدَ عودتِهِ إلى مِصرَ عامَ ١٩٣٩م عيَّنَهُ «أحمد أمين» — الذي كانَ عميدًا لكليةِ الآدابِ في ذلكَ الوقتِ — في قسمِ الترجمة، بعدَ أنْ رفضَ «طه حسين» تعيينَهُ في قسمِ اللغةِ العربية، ولكنْ حين أُنشِئتْ جامعةُ الإسكندريةُ عامَ ١٩٤٢م قرَّرَ «طه حسين» تعيينَهُ فيها.
كان «مندور» يكتبُ في النقدِ الأدبيِّ في مجلتَيِ «الثقافة» ﻟ «أحمد أمين» و«الرسالة» ﻟ «أحمد الزيات»، وكانتا أهمَّ مجلتَيْنِ ثقافيتينِ في ذلك العصر. وكانَ قد تأثَّرَ وأُعجِبَ بالآدابِ الغربية، وخاصةً الأدبَ الفرنسيَّ ومدارسَ النقدِ الفرنسيةَ بشكلٍ كبير؛ لذا فقد تَبنَّى وجهةَ نظرِها، واعتبرَها أهمَّ مدارس النقد الأدبي؛ لكونِها تعتمدُ على قراءةِ النصِّ والتأثُّرِ به ثم شرحِه، وذلك عوضًا عن أسلوبِ النقدِ السائدِ الذي كانَ يَستخدمُ قوالبَ نقديةً جاهزةً يضعُ النصَّ فيها ويُقيِّمُه على أساسِها. وبأسلوبِهِ المجدِّدِ في النقدِ كتبَ عن كبارِ الأدباءِ العرب، كما ترجَمَ رواياتِ «فلوبير» و«ألفريد موسيه».
يُعَدُّ كتابُه «نماذج بشرية» من أهمِّ الكتبِ التي كانَ يُحسَبُ لها أثرُ التجديدِ في النقدِ الأدبي، وبالإضافةِ إلى كتبِهِ — التي أهمُّها «النقدُ المنهجيُّ عندَ العَرب» و«في النقدِ والأدب» — فإنَّ له العديدَ مِنَ المُحاضراتِ عن نقدِ الشعرِ والمسرح.
تُوفِّيَ عامَ ١٩٦٥م.