القائمة
قصة الطوفان

قصة الطوفان

تَظلُّ المعرفةُ الإنسانيةُ بألوانِها الثلاثةِ (الدينيةِ اللاهوتية، والفلسفيةِ الناتجةِ عن التأمُّل، والعلميةِ القائمةِ على الشكِّ واختبارِ الحقائق) هي أعظمَ ما يميِّزُ الإنسانَ عن غيرِه من الكائنات؛ فهو كائنٌ مُعتقِدٌ متأمِّلٌ فيما حولَه، يحرِّكُ عقلَه الشكُّ. وتَظلُّ القضيةُ الكبرى: هل يُمكنُ تَلاقي الدِّينِ والفلسفةِ والعلمِ في نقطةٍ واحدة؟ أو هل يُمكنُ إخضاعُ الدِّينِ والفلسفةِ للمنهجِ النقديِّ العِلميِّ ودراساتِه البحثية؟ يحاولُ «إسماعيل مظهر» في هذا الكتابِ دراسةَ إحدى الأساطيرِ الدينيةِ المُهمةِ لدى معظمِ الشعوبِ من خلالِ مُقارناتٍ عِلميةٍ مَوضوعية، فكانت قصةُ «طُوفان نوح» الشهيرة، حيث لم تَخلُ دِيانةٌ سماويةٌ أو حتى وَضعيةٌ أو وَثنيةٌ من الإشارةِ لحادثةِ وقوعِ فيضانٍ كبيرٍ فَنِيَ بَعده الجنسُ البشريُّ بعد أن عتا وتجبَّر، ولم يَنجُ أحدٌ إلا بعضَ الصالحينَ أَوحى إليهم الإلهُ بأن يَصنعوا فُلكًا عظيمًا يَلجئُون إليه ليَبدءُوا الحياةَ على الأرضِ من جديد، فوردتْ هذه القِصةُ في القرآنِ والتوراةِ (العهدِ القديم) وبعضِ الأساطيرِ الآشورية.



تاريخ الاصدار: 1929

الناشر: مؤسسة هنداوي

المؤلف: إسماعيل مظهر

تطبيق ألف كتاب وكتاب

حمل التطبيق الآن واستمتع بقراءة كتبك المفضلة في أي وقت وأي مكان

عن المؤلف


إسماعيل مظهر: مفكرٌ مصريٌّ ليبرالي، وواحدٌ من أعلامِ النهضةِ العِلْميةِ والثقافيةِ الحديثة، ورائدٌ من رُوَّادِ الفِكرِ والترجمة، وأحدُ الذين أوْلَوا ميدانَ الفكرِ الدينيِّ والاجتماعيِّ أهميةً كبيرةً في مشروعِهم الفكري.وُلِد إسماعيل مظهر في القاهرةِ عامَ ١٨٩١م في أسرةٍ ثَرِيةٍ ذاتِ أصولٍ تركية؛ فهو حفيدُ إسماعيل محمد باشا، وينتمي إلى أسرةٍ كَتبتْ في صفحةِ التاريخِ سطورًا مِنَ النبوغِ العِلْمي، ولا سيما في حقلِ الهندسة. الْتَحقَ إسماعيل مظهر بالمدرسةِ الناصريةِ ثم أكمَلَ دراستَهُ في المدرسةِ الخديوية، ودرَسَ علومَ الأحياء، ثم درَسَ اللغةَ والأدبَ في رحابِ الأزهرِ الشريف؛ وتُبيِّنُ تلكَ المراحلُ الدراسيةُ التي مرَّ بها توقُّفَه عند المرحلةِ الثانوية. وقد كان لخالِهِ أحمد لطفي السيد بصمةٌ كبيرةٌ في فِكْرِه الليبراليِّ الذي أَرسى دعائمَه تأثُّرُه بالثقافةِ الغربيةِ وإجادتُه لِلُّغةِ الإنجليزيةِ التي تَعلَّمَها أثناءَ سفرِهِ إلى إنجلترا.
دخلَ إسماعيل مظهر مُعترَكَ الصحافةِ صغيرًا، فأصدَرَ جريدةَ الشعبِ عامَ ١٩٠٩م، وخاضَ معركةَ النضالِ السياسيِّ معَ الزعيمِ الوطنيِّ مصطفى كامل؛ ومن ثَمَّ بدأَ اسْمُه يُذيِّلُ صفحاتِ الصحفِ الكبرى كجريدةِ اللواء. وقد تميَّزتْ كتابتُه في الصحفِ بطابعِ الحريةِ الذاتيَّة، والتجديد، وعرضِ الآراءِ عرضًا مُنزَّهًا عَنِ الأهواءِ الشخصية. كما اضطلع إسماعيل مظهر برئاسةِ تحريرِ مجلةِ المُقتطَف، فارتقى بها إلى أوْجِ سُلَّمِ المجد. وقد فتحَ آفاقَ العالَمِ العربيِّ على شُرفاتِ نظريةِ النشوءِ والارتقاءِ عندَ داروين. كما نادَى بضرورةِ الإصلاحِ الاجتماعي، ورأى أنَّ الحلَّ يَكمُنُ في تكوينِ حزبٍ جديدٍ أطلَقَ عليه اسْمَ حزبِ «الوَفْد الجديد» بقيادةِ مصطفى النحَّاس.
وقد قدَّمَ مظهر لعالَمِ الثقافةِ ذخائرَ معرفيةً تجسَّدتْ في: «وَثْبة الشرق» الذي أجلى فيه السماتِ العقليةَ للشخصيةِ التركيةِ الحديثة، و«تاريخ الفكرِ العربي»، و«مُعْضلات المدنيَّةِ الحديثة»، و«مِصْر في قيصريةِ الإسكندرِ المقدوني». وقد وافتْهُ المَنيَّةُ في الرابعِ من فبرايرَ عامَ ١٩٦٢م.