
الجمال الأسود
إنّ ممّا يهب القصص نصيبها من الخلود قدرة كاتبها على الغوص في أعماق النّفوس؛ يستشفّ خواطرها، ويستشعر آلامها، ويستبصر آمالها. لكن ما أبدعته «آنا سويل» يتعدّى ذلك؛ فقد استطاعت أن تصوّر لنا ما يجيش في نفس حصان!
«بيوتي» حصانٌ أسود جميلٌ فتح عينيه على الحياة ليجد أمّه ترعاه وتغمره بحنانها وترشده بحكمتها، وممّا أكمل سعادته أنه بدأ حياته عند مالك يهتمّ بخيوله ولا يسيء إليها. ثم انتقل «بيوتي» إلى مالك آخر لا يقلّ عن سابقه رفقا وطيبة، وتعرّف هناك على أصدقاء حياته؛ «جينجر» و«ميريليجز» وغيرهما من الخيول الرائعة. لكنّ الحياة لا تعفي أحدا من محنها؛ فقد ظلّ ينتقل بعد ذلك من مالك إلى آخر، يذوق عندهم ألوانا من الإهمال والإساءة والقسوة. وعلى لسان «بيوتي» نفسه، ومن وجهة نظره، تحكي لنا «سويل» الحكاية. ومن خلال المواقف التي عايشها، والقصص التي استمع إليها من أصدقائه، تجذب الرّواية أعين قرّائها إلى حقوق تلك الحيوانات الجميلة الخدومة المثابرة. ولقد نجحت هذه الرواية في رفع بعض الظّلم، الذي كان سائدا في لندن في العصر الفيكتوري، عن ظهور الخيول وغيرها من الحيوانات.
هذه الترجمة العربية صادرة ومتاحة مجانا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص العمل الأصلي يقع في نطاق الملكية العامة تبعا لقوانين الملكية الفكرية.
تاريخ الإصدار: 2025
عدد الصفحات: 359